نظمت جمعية بوصلة للأعمال الاجتماعية يوم السبت 20 أبريل 2025، حفلاً استثنائيًا تخليدًا للذكرى الثانية عشرة لتأسيسها، وسط أجواء امتزج فيها الاعتزاز بالمسار والتأمل في رمزية اللحظة. لم يكن الحدث مجرد احتفاء سنوي، بل موعدًا وازنًا للوقوف عند محطات عميقة من البذل والعمل التشاركي، استحضر خلالها الحاضرون مسارًا من التراكمات التي صنعت للجمعية حضورًا ثابتًا في النسيج المدني المحلي.
بصمت هذا الاحتفال لحظات مؤثرة، حين وقف الحضور تكريما للرئيس المؤسس للجمعية، السيد طارق بنحسي، الذي ساهم في غرس البذرة الأولى لهذا المشروع الاجتماعي الطموح. شهادات المشاركين، التي توزعت بين كلمات رصينة وانفعالات صادقة، رسمت لوحة امتنان لرجل آمن منذ اللحظة الأولى بأن التغيير يبدأ من الإنصات لهموم الناس، وبأن العمل الجمعوي لا ينجح إلا بالإيمان بقيم الالتزام، والإخلاص، واستدامة العطاء.
توالت كلمات المتدخلين لتستحضر أبرز المحطات التي عبرتها الجمعية، من مبادرات تربوية وثقافية إلى تدخلات إنسانية وتنموية. في كل محطة، كانت "بوصلة" تحمل اسمها بكل صدق، دليلاً لجيل من المتطوعين والمتطوعات، ومؤشرًا ثابتًا على درب الفعل الجمعوي الجاد والهادف. الحفل لم يكن فقط تكريمًا، بل توثيقًا لمجموعة من القيم، وتأكيدًا على أن الاستمرارية تولد من إيمان مشترك بين المؤسسين والأعضاء والمتطوعين والمنخرطين، الذين كانوا حاضرين لمشاطرة الجمعية لحظة احتفائها وتأكيد روابط المساندة والتعاون التي نسجتها على مدار سنوات.
وقد اختتم هذا الحفل بلحظة ذات رمزية خاصة، تمثلت في الإعلان الرسمي عن النشيد الخاص بالجمعية، المعنون بـ"بوصلة"، وهو عمل فني متكامل جمع بين كلمات السيد رئيس الجمعية الشاعر صلاح الدين عبيدة، وألحان الموسيقي الاستاذ خالد الكمالي. خطوة فنية تعكس نضج التجربة، وانفتاحها على أشكال التعبير التي توثّق الهوية الجمعية، وتحمل رسالتها في الوجدان.
الذكرى الثانية عشرة لم تكن مجرد محطة للتأريخ، بل لحظة نظر صوب الأفق، وتأكيد على أن الجمعية تسير بثبات نحو المستقبل، مرتكزة على رصيد من الوفاء المستمر، ومسترشدة ببوصلة قيمية ثابتة لا تزيغ عن طريق البذل والعطاء. إنها دعوة مفتوحة للاستمرار، بأن العمل الاجتماعي ليس مجرّد فعل مرحلي، بل مسار ممتد يراكم الأثر، ويصنع الفرق بصبر وتواضع وإرادة.